سلطان الخوف.. حضور الفكري وغياب السياسيعلى حلقات ثلاث بثت فضائية الجزيرة الفيلم الوثائقي الذي أعده آدم كيرتس لحــــــساب البي بي سي تحت عنوان سلطان الخوف، ولا ندري لماذا ترجم العنوان على هذا النحو، مع أن الترجمة الظاهرة هي "سلطة الكوابيس". وقد جاء عرض الفيلم بعد شهور قليلة من عرضه في بريطانيا
يعالج الفيلم موضوعا في غاية الأهمية، إذ يتتبع سيرة الظاهرة الإسلامية أو لنقل الحركة الإسلامية في طبعتها العنيفة منذ الخمسينيات، مقابل تتبعه لفكر المحافظين الجدد منذ نهاية السبعينيات وحتى جورج بوش الابن
أبدع الفيلم في تتبعه لظاهرة المحافظين الجدد منذ تبنيهم لآراء المفكر الأميركي ليو شتراوس، والذي رأى أن أساس قوة الليبرالية ممثلا في الحرية الفردية هو ذاته الذي يهددها من الداخل، الأمر الذي يستدعي إيجاد تحد خارجي يوحد الشعب "الأمة"، في ذات الوقت الذي يجري فيه التركيز على الأبعاد الأخلاقية والدينية وتوظيفها في سياق المحافظة على وحدة المجتمع
وفي حين وفق الفيلم في كشف الخلفية الفكرية لعصابة المحافظين الجدد، فإن تغييب البعد السياسي قد أفقد المعالجة قوتها، الأمر الذي ينطبق كما أشرنا على الحالة الإسلامية التي حضرت فيها الأفكار فيما غابت السياسة والظروف الموضوعية فجاءت المعالجة مشوهة أيضا، وهكذا حمل سيد قطب وأيمن الظواهري أكثر مما يحتملان بكثير، خلافا لحال أسامة بن لادن الذي بدا التهوين من شأن دوره مبالغ فيه إلى حد ماو الآن مع الجزء الأول
و هذا هو الجزء الثاني
و هذا الجزء الثالث و الأخير