الإتجاه المعاكس: الدول العربية واقتصاد السوق

العالم العربي على كف عفريت بسبب جنون الأسعار، وثورات الخبز والجياع قد تندلع بين لحظة وأخرى لتحرق الأخضر واليابس، والحكومات العربية تبرر سياساتها الاقتصادية الكارثية بمواكبة الاقتصاد العالمي، لكن هل الأمر كذلك فعلا، أم أن الاقتصاديات العربية قائمة على النهب والسلب والفساد المنظم؟ ألم يصبح شعار حكوماتنا دعه يسرق دعه يمر بدلا من دعه يعمل دعه يمر؟ أليس اقتصاد السوق الذي يدعونه هو لناس وناس؟ من الذي يتحكم بالوكالات والاحتكارات غير كبار المسؤولين وأولادهم والمافيات الحاكمة؟ يجادل آخر. كيف تعيش الشعوب العربية برواتب اشتراكية وأسعار رأسمالية؟ أليست حكوماتنا مجرد عبيد وسماسرة لصندوق النقد الدولي الذي يأمر برفع الدعم عن السلع الأساسية وتخصيص القطاعات الإستراتيجية وبيع ثروات الأوطان والشعوب بأبخس الأثمان؟ هل تريد حكوماتنا تحسين أوضاعنا فعلا أم أنها تعمل بمبدأ جوع كلبك يتبعك؟ لكن في المقابل، أليس حريا بنا أن ندفع ثمن اللحاق بالاقتصاد العالمي حتى لو كان جوعا وارتفاعا رهيبا للأسعار؟ أليس من المستحيل أن نبقى خارج قطار العولمة؟ أليس مصير الدول التي لم تلحق بالركب الاقتصادي العالمي العزلة كالسودان وإيران وكوبا وكوريا الشمالية وسوريا؟ أليس من الخطأ اتهام الحكومات العربية بتجويع شعوبها كي تبقيها تحت إمرتها؟ ألا يدفع الجوع الكلاب إلى ذروة الشراسة فتنهش اللحوم؟ ألا يلغي الجوع المسافة بين الحياة والموت فيولد التمرد والفوضى والثورة؟ ألا تعمل الحكومات العربية قدر المستطاع لتلبية حاجات الشعوب والحيلولة دون دفعها إلى الثورة؟

محاور النقاش:
- العولمة وتدهور الأوضاع الاقتصادية العربية
- دور الخصخصة وفساد الإدارات
- المافيات الاقتصادية وارتفاع الأسعار العالمي
- دور الحكومات والأنظمة والشعوب


ضيوف الحلقة:
- محمد مقدادي/ كاتب وأستاذ جامعي
- رشاد عبده/ خبير اقتصادي دولي


مقدم الحلقة: فيصل القاسم

تاريخ بث الحلقة: 2008.4.22