أكثر من رأي: مصير عمدة لندن

بعد أسبوع من الآن سينتخب أكثر من سبعة ملايين لندني عمدة لمدينتهم، من بين هؤلاء سبعمائة ألف مسلم بعدما كانوا أربعين شخصا فقط عام 1627 يعملون في الحرف اليدوية، وإذا كانت مهام عمدة لندن بميزانية عشرة بلايين جنيه إسترليني وطاقم من سبعمائة موظف تعنى بقضايا ووسائل المواصلات والطرق والحدائق العامة وحتى نظافة الشوارع ولا علاقة لها إطلاقا بالسياسة الخارجية، فلماذا أقحمت مجموعة من إسلاميي لندن بعدا خارجيا في هذه الانتخابات؟ بل إنها انحازت إلى عمدة لندن الحالي كين ليفنغستون بإطلاق مبادرة تحت عنوان "المسلمون مع كين"، حجة هؤلاء أن ليفنغستون اليساري المتطرف المعروف بكين الأحمر بالإضافة إلى موقفه الرافض لغزو العراق متعاطف مع الفلسطينيين ومن أكثر الساسة انتقادا لإسرائيل، ناهيك عن حماسه في استقبال الداعية الإسلامي الدكتور الشيخ يوسف القرضاوي قبل أربعة أعوام مما أثار جدلا سياسيا في الأوساط الصهيونية، في حين يأخذ الإسلاميون على بوريس جونسون مرشح حزب المحافظين لمنصب عمدة لندن مواقفه المؤيدة لإسرائيل وربطه العنف بالإسلام إثر تفجيرات لندن قبل ثلاث سنوات في مقالة مطولة في مجلة سبيكتيتر اليمينية التي كان رئيس تحريرها. الرجلان يعتبران من أكثر الوجوه البريطانية إثارة للجدل والأكثر حيوية، ليفنغستون الداهية الماكر كما يصفه منتقدوه المعروف بلكنته اللندنية إلكوكني أول من فرض رسم الازدحام على كل مركبة تجول وسط العاصمة للتقليل من الغازات المنبعثة من عوادم السيارات، المحكمة العليا أوقفته عن العمل مدة أربعة أسابيع قبل عامين إثر وصفه صحفيا يهوديا حاول إجراء مقابلة معه بعد حضوره حفل عشاء أي كين ليفنغستون لنائب في البرلمان بمناسبة مرور عشرين عاما على إعلان الأخير أنه لوطي وصف الصحفي أنه أشبه بحارس نازي في معسكر اعتقال ألماني، فهل العمدة معاد للسامية وهو الذي أشاد بمساهمات اليهود مثل فرويد وآينشتاين وماركس في الحضارة، بل إنه اعتبر المحرقة اليهودية أكبر صناعة وحشية عنصرية في التاريخ؟ أما بوريس جونسون المثقف الساخر الذي وصفه يوم أمس مرشح الديمقراطيين الأحرار بالمهرج في سيرك فإن علاقته مع القضاء والشرطة لا تعود إلى أيام تعاطيه للكوكايين والماريغوانا أثناء دراسته في مدرسة إيتون للأرستقراطيين والنخبة وجامعة أكسفورد بل إنها تعود أيضا إلى عام 2003 إثر استجوابه من قبل الشرطة البريطانية على خلفية أخذ أو لطش علبة السيجار التي كانت لطارق عزيز من بيت طارق عزيز أثناء دخوله منزل الأخير في بغداد بعد سقوط النظام، وبأسلوبه الساخر كتب روبنسون في صحيفة الديلي تلغراف يقول سأعيد علبة السيجار لصاحبها عند الطلب. أمام هذين العملاقين ما هي حظوظ معاون قائد شرطة العاصمة مرشح الديمقراطيين الأحرار بيان باديك وهو الحزب الذي عارض الغزو على العراق واعترف أيضا رغم زواجه بأنه لوطي؟ كيف سيكون مستقبل لندن ضمن هذا الاختلاط والتعددية؟ وهل ستكون انتخابات عمدة لندن حربا بالوكالة بين الأحزاب البريطانية واختبارا انتخابيا؟ خاصة لرئيس الوزراء غوردن براون الذي تدنت شعبيته الآن مما حذا به إلى مساندة حملة ليفنغستون بعد أن طرده حزب العمال عام 2000، أي ليفنغستون بسبب آرائه اليسارية المتطرفة.

مقدم الحلقة: سامي حداد

ضيوف الحلقة:

- أنس التكريتي/ الناطق باسم المبادرة الإسلامية البريطانية
- وفيق مصطفى/ رئيس المجموعة العربية في حزب المحافظين
- فياض موجال/ عضو مجلس بلدية لندن عن حزب الديمقراطيين الأحرار

تاريخ البث: 2008.04.28

محاور البرنامج:
- سبب إطلاق مبادرة المسلمين مع كين
- مواقف مرشح المحافظين وتصريحاته
- موقف حزب الديمقراطيين الأحرار من الانتخابات
- دور السلوك الشخصي والمواقف الخاصة للمرشح
- حزب الأحرار الديمقراطيين وقضايا الشرق الأوسط