يعد رفيق صايفى واحدا من أبرز العناصر في كرة القدم الجزائرية و لعله أقدم عناصر الجيل الحالي فاللاعب صاحب الخمس و ثلاثين ربيعا و الذي لا تنم ملامحه الشرق أوسطية و لا مجهوده السخي في الميدان عن أي تقدم في السن بدأ مشواره مع الكرة منذ العقد الأخير من القرن الماضي.
و بدايته كانت مع فريق برج الكيفان و كان هدافا للفريق و هو مازال لم يتخطى عامه الثامن عشر و ترجل بين أندية الدوري الجزائري و بين الرابطات إلى أن استقر به الحال بصفوف فريق مولودية الجزائر في عام 1996 و بعد ثلاث سنوات بين جدران النادي العريق، نجح صايفى في إحراز أول ألقابه بقيادة فريقه للفوز بالدوري الجزائري.
و بعد تحقيقه أول لقب محلى و شعبية لا بأس بها في بلد الشهداء، شد صايفى الرحال إلى الوجهة المفضلة للاعبي الجزائر لينضم إلى فريق تروا الفرنسي و هى المدينة التي تبعد عن عاصمة الجمال و النور ما يقرب من 150 كم و حقق صايفى شعبية كبيرة في المدينة الفرنسية التي تشتهر بصناعة الملابس و ظل بين جدران الفريق طيلة خمس سنوات حتى عند هبوطه للدرجة الثانية قبل أن يقرر في عام 2005 ترك الفريق و خوض تجربة جديدة مع فريق إستر الصاعد حديثا من الدرجة الثانية ليبدأ صايفى صفحة مثيرة و غريبة من مشواره كمحترف في التنقل بين الأندية المترقية من الدرجة الثانية إلى دوري الدرجة الأولى الفرنسي.
و رغم عدم قدرته على مساعدة تلك الأندية المغمورة في البقاء لأكثر من موسم واحد بين الكبار فإنه كان سلعة مفضلة لجميع الوافدين الجدد على الدوري الفرنسي، فانتقل من إستر إلى أجاكسيو و منه للوريان قبل أن يقرر العام الماضي خوض تجربة جديدة بالاتجاه شرقا إلى الخليج العربي ليحترف في صفوف فريق الخور القطري و خاصة مع اقترابه من سن الاعتزال و لم يجد صايفى أي صعوبة في الاندماج بتجربته الجديدة و خاصة أنه لاعب ملتزم للغاية خارج الملعب و معروف عنه تمسكه بتقاليده الشرقية.
و رغم انه سجل للخور في أول مباراة له بالدوري القطري أمام الغرافة إلا أن نجاحاته لم تستمر كثيرا لتغيبه الدائم مع منتخب بلاده و حاول الخور التخلص منه عقب بطولة كأس الأمم الأفريقية التي أقيمت بأنغولا مطلع هذا العام فأعاره ليعود لنادى إستر في الدرجة الثانية الفرنسية مرة أخرى.
و على المستوى الدولي، شارك صايفى للمرة الأولى دوليا في مباراة ودية عام 1998 أمام منتخب بلغاريا و منذ ذلك التاريخ و هو عضو دائم على قائمة الخضر و كان ضمن القائمة المثالية لأفضل 11 لاعب في بطولة كأس الأمم الأفريقية عام 2002 التي أقيمت في مالي رغم الإقصاء المبكر لمنتخب بلاده.
و مع تاريخ ثرى يزيد عن ستين مباراة دولية و عشرين هدفا تحول صايفى لأهم عنصر من عناصر الخبرة في تشكيلة سعدان و سجل في مشوار التصفيات أهداف حاسمة و هامة للغاية و منها هدفين في شباك زامبيا بواقع هدف في مباراة الذهاب و آخر في مباراة الإياب و كان هدفا حاسما و خاصة بعد الحرج الكبير الذي سببه الفريق الزامبي للجزائريين على ملعبهم.
و يمتاز صايفى بخطورته الكبيرة على مرمى المنافسين و قدارته الفنية الكبيرة و اللعب بحماس منقطع النظير دفاعا عن ألوان "ثعالب الصحراء"، و رغم أن المدرب سعدان كان قد أسقطه من حساباته في بطولة أمم أفريقيا أنغولا 2010 بعد شائعات عن أسباب تأديبية و رغم كونه أكبر اللاعبين سنا على الإطلاق إلا أنه سيكون من الصعب التخلي عن خدمات هذا اللاعب الفذ صاحب الخبرة العريضة خلال كأس العالم 2010 و خاصة أن المنتخب الجزائري يعانى من نقص العناصر الموهوبة على مستوى الهجوم وهو ما قد يجعل الحاجة لصايفى ضرورة في جنوب أفريقيا.

المصدر: موقع الإتحاد الدولي لكرة القدم