مصطلحات قد تثير الخوف, أو الاستغراب … أو الضحك..
كثير من شباب هذه الأيام لا يدركون بالضبط ما هي المصطلحات السابقة, وما هي الماركسية ومن هو لينين. وعلى الرغم من انتهاء الشيوعية وانهيارها انهيارا ذريعا لتصبح شيئا من التاريخ إلا أنني أكتب هذه المقالة لوضع الأمور في نصابها في أذهان بعض الشباب الذين يفهمون الأمور فهما خاطئا أو ناقصا.
الشيوعية هي أبشع وأفشل (وأضعف) نظام سياسي اقتصادي اجتماعي في التاريخ, لم تدم الشيوعية أكثر من 68 سنة لتسقط بعدها سقوطا مروعا.
أعتقد أن قبائل الهمج والمغول والتتر قد استمرت أعواما أطول من الأعوام التي استمرتها الشيوعية, مما يؤكد لنا فشل مبادئها التي لا يزال البعض القليل يمجدها.
الشيوعية من تأسيس شخص يهودي الأصل ملحد يدعى (كارل ماركس) …
يالها من بداية عطرة … يهودي وفوق ذلك ملحد
قبل أن أدخل في تاريخ الشيوعية ونشأتها وأحداثها, إليكم بعضا من مبادئها التي ستدركون بعد قرائتها لماذا لا يمكن أن تكون مبادىء مقبولة من إنسان عاقل ومتفهم.
يقول كارل ماركس:”لا إله … والحياة مادة”.
يقول لينين:”الدين هو أفيون الشعوب وهو نوع من الخمر الروحية يغرق فيها عبيد الرأسمالية صورتهم الانسانية والبحث عن الله لا فائدة فيه , ومن العبث البحث عن شئ لا وجود له , لابد من محاربة الدين هذا هو لب الماركسية وينبغي ان نعرف كيف نحارب الدين ”
ويقول كذلك لينين ” الدين نوع من ( السيفوخا) ” وهو أردأ أنواع الفودكا ذو رائحة كريهة.
إن السمة الأساسية للشيوعية كما لاحظتم هي الإلحاد والاستهزاء بالأديان, وهذا ما جعل الشيوعيين أمثال لينين وستالين لا يتوارون عن قتل ملايين الأبرياء, وهذا ما سنتحدث عنه لاحقا.
لكن الهدف الأساسي من بحثي هذا ليس الحديث عن إلحاد الشيوعيين, بل الحديث عن باقي المبادىء الاقتصادية والاجتماعية التي وضعها ماركس ولينين. فالدين لله يحاسبهم به, ولن يضرنا كونهم ملحدين أو مؤمنين. المهم هو معرفة مبادئهم الاقتصادية والاجتماعية الفاشلة التي جعلت الشعوب حول العالم يكتوون بنارها على مدى سنوات طويلة.
في هذا البحث القصير سأتحدث بإيجاز شديد عن تاريخ الشيوعية وأفكارها ومبادئها.
سأتحدث عن جذورها اليهودية والصهيونية.
سأتحدث عن دعم لينين لإنشاء دولة إسرائيل وعلاقته الوطيدة بهرتزل وغيره من مؤسسي الدولة الصهيونية.
يقول الحاخام لويز بورنس أحد أقطاب الصهيونية الحديثة:”إن كارل ماركس حفيد الحاخام مردخاي ماركس كان في روحه واجتهاده وعمله ونشاطه وكل ما قام به وأعدَّ له أشد إخلاصاً لإسرائيل من الكثير ممن يتشدقون اليوم بدورهم في مولد الدولة اليهودية ”
البداية:
كما ذكرت في المقدمة, فإن بداية الحركة الشيوعية بدأت بداية تفسر تاريخ الشيوعية الأسود. فقد كانت الشيوعية عبارة عن فكرة في رأس اليهودي الملحد (كارل ماركس), وسيتبين لنا لاحقا أن ماركس كان يتظاهر بالإلحاد بينما كان في الواقع يهوديا صميما متعصبا.
إن أول مبدأ من مبادىء ماركس كانت تقسيم المجتمع إلى طبقتين أساسيتين هما الطبقة الكادحة والتي سميت بالبروليتاريا وطبقة الأغنياء وأصحاب رؤوس الأموال وسميت بالطبقة الرأسمالية!!!!!
لا عجب في فشل هذا النظام ذلك الفشل الذريع.. إذ كيف تقسم مجتمعا كاملا متداخلا متفاوتا متمازجا إلى قسمين فقط؟؟ عمال كادحين وأغنياء؟؟ إن لم تكن غنيا فأنت عامل كادح (مسكين والله) وإن كنت غنيا فأنت رأسمالي متعجرف متكبر يجب إعدامك ضربا بالأحذية!!!!
ثم يدعو ماركس إلى اتحاد طبقة البروليتاريا (العمال) لتحقيق السيادة والثورة ضد الرأسمالية. وهذه النقطة تحديدا كانت سبب الثورات العارمة التي راح ضحيتها الملايين من الأبرياء بحجة (تحقيق العدالة والمساواة في المجتمع).
وهكذا رأينا كيف وعد ماركس العمال المساكين بجنّة لم يقدم لهم منها شيئا, سوى ملايين ضحايا الثورات العمالية.
وعد ماركس العمال بجنة لم يحصلوا عليها حتى الآن, بينما قدمت الرأسمالية للعمال الجنّة التي وعدتهم بها. فمن يمكنه أن ينكر أن العامل في دولة رأسمالية هو في جنة نسبية مقارنة مع العامل في الدول الشيوعية والاشتراكية؟
لكن ماركس ظل يزرع هذا المبدأ التحريضي في عقول الطبقة المسكينة من المجتمع مما أدى إلى ثورات طاحنة راح ضحيتها الملايين.
وكما تعلمون أدت مبادىء ماركس إلى مصادرة حريات الناس والاستيلاء على ممتلكاتهم دون وجه حق والزج بملايين الأبرياء إلى المنفى وإقامة المقابر الجماعية, والقيام بأسوأ من هذا لو كان هنالك أسوأ من هذا
لينين وماركس:
أعجب لينين بأفكار ماركس إعجابا شديدا وقام هو وماركس والكثير غيرهم بتأسيس الحزب الشيوعي الذي كان هدفه إسقاط نظام القيصر الحاكم. كان نظام القيصر نظاما مستبدا مما جعل الناس يقبلون بفكرة تولي الحزب الشيوعي للسطلة بدلا من النظام المستبد, لكنهم لم يكونوا يعلمون أن نظام القيصر هو بمثابة جنة بالنسبة للحكم اللينيني القادم فيما بعد. لكن مخابرات القيصر تمكنت من اعتقال لينين ونفيه لمدة ثلاث سنوات في المنفى الرهيب في سيبيريا
الثورة البلشفية:
بعد نهاية الحرب العالمية الأولى وخسارة جيش القيصر خسارة فادحة ازداد الوضع سوءا في البلاد وتدهورت الأوضاع إلى أقصى حد, مما هيأ البيئة المناسبة للحزب الشيوعي لدس أفكاره استفادة من وضع الشعب المتردي,,, وفعلا قامت الثورة ضد حكم القيصر ونجحت بإسقاطه لكن لم يتولى الحزب الشيوعي السلطة, بل تولاها رجل يدعى كيرنسكي, الذي كان نظامه ديمقراطيا نوعا ما, إذ فتح السجون وأمن الغذاء للشعب, وكانت فترة جيدة للشعب الروسي بشكل عام.
لكن هذا لم يدم طويلا, إذ جاء الحزب الشيوعي ليتولى الحكم بانقلاب دموي تحت رئاسة لينين.
لكن الشعب المسكين انخدع بقدوم لينين وظن أنه سيعيش مرحلة أفضل من مرحلة سابقه التي لم تدم طويلا ,,
لكنهم بعد ذلك اكتشفوا أنهم كانوا مخطئين ,,,
مخطئين إلى أبعد حد …
جعل لينين من فكرة المشاركة الجماعية لخدمة الصالح العام المزعومة التى نادى بها ماركس مقتصرة على خدمة السلطة فبعدما تولى لينين الرئاسة شن حملة ارهاب واسعة اغلق من خلالها جميع الاحزاب باستثناء الحزب الشيوعي الذى اصبحت له السيادة المطلقة وقيد الحريات وصادر كل الميول والاتجاهات المخالفة واقتاد آلاف الشباب الى السجون والمشانق واختفت فى ظل ذلك جميع القيم والمبادئ الانسانية , وكانت حجة لينين التى تذرع بها فى سياسته الارهابية الدكتاتورية هى الحفاظ على الصالح العام وسلامة أمن الدوله .
وبذلك تخلص الشعب الروسى من الدولة القيصرية وعهدها الظالم ولكنه فى الحقيقة اصبح يواجه مرحلة اخرى من الظلم والاستبداد وانهيار القيم والشعارات الزائفة على يد الشيوعية التى اتخذ منها لينين وسيلة لقهر الشعب وأهدار الاديان وتدمير القيم الانسانية.
لكن من هو لينين؟؟
دعونا نتعرف عليه بشكل أعمق…
اسمه الحقيقي هو ( فلادميير اليتش يوليانوف ) اما اسم لينين فهو الاسم الثورى له.
درس لينين بالجامعه واشتغل بالمحاماة لفترة وكان التقاؤه بمجموعة من اليهود فى فترة شبابه وتأثره بفكرهم الثورى عاملا آخر وراء تشكيل شخصيته الثورية بالاضافة للفكر الصهيونى الذى تأثر به كذلك من زوجته اليهودية الدين , وترك لينين المحاماة وانضم للحزب الثورى فى بلاده وبدأت أفكاره الثورية التمردية تلمع وتستقطب المؤيدين لها وكان اغلب اعضاء هذا الحزب من اليهود الذين تلقوا مساعدات خارجية من المرابين العالميين الذين ساندوا الحركات الصورية فى كثير من بلدان العالم وتحقيق الثورة الشعبية بها.
نعود إلى فترة ما قبل توليه الحكم لنتحدث عن تاسس لينين جمعية اخرى عرفت باسم ( الكومنترن ) وهى الهيئة الشيوعية الدولية وكان ذلك سنة 1919 , وكان لا بد لهذه الحركات الثورية التمردية الداعية للشيوعية التى قام بها لينين ورفاقة من اليهود والروس المتمردين من دعم مادى كاف , ولتحقيق هذا الدعم قام لينين بحملة تمويلية لدعوته الشيوعية اعتمدت على نهب المصارف واعمال الابتزاز والسرقات والنصب ومختلف الاعمال غير المشروعة , وكانت حجة لينين التى برر بها تلك الاعمال الاجرامية حجة غريبه اكدت اننا امام شخصية شاذة غريبة الاطوار فقد برر لينين ذلك بأنه ما دام يعمل ويجاهد لمصالح الشعوب وتحريرهم من الظلم فأن من حقه اذن ان يأخذ أموالهم لتحقيق هذا الغرض وقال كذك ان كل شئ قانونى او غير قانونى يفضى الى تحقيق خططنا هو شئ صحيح , وتعددت أعمال لينين الاجرامية وأنشطته القائمه على التحريض ومساهمته فى انشاء منظمات اجرامية فى العديد من الدول ووقع لينين فى قبضة الشرطه ونفى عن البلاد فى مجاهل سيبيريا مع زوجته اليهودية , وبعدما انتهت فترة النفى استقر الحال به فى سويسرا وهناك بدأ يخطط من جديد لاعمال ثورية من خلال اتصاله بالزعماء والعملاء السريين وأثمرت تلك الفترة صدور جريدة شيوعية هى ( ايسكرا ) ومعناها الشرارة والتى اسسها لينين ورفاقه.
في هذه الغضون كانت علاقته باليهود تتوثق شيئا فشيئا, ففي سويسرا كون صداقة مع اثنين من كبار زعماء اليهود وهما زينوفييت وكامينيف وهم من اعضاء الصهيونية العالمية.
ماركس وضع النظرية … ولينين قام بالتطبيق:
إن النظرية بحد ذاتها مرعبة وتافهة فيما لو كنت تقرأها في كتاب… فكيف لو تحولت النظرية إلى تطبيق؟
أعتقد أنك لو كنت تقرأ كتابا إسمه (المبادىء الماركسية) لمللت القراءة من الصفحة الثالثة, ولقلت :”يالهذه التفاهة المملة” …
لكن للأسف … هذه (التفاهة المملة) التي وضعها ماركس قام لينين بتطبيقها بحذافيرها وأولها كان اللجوء إلى العنف…
فاللجوء الى العنف أحد المبادئ الاساسية للنظرية الماركسية لاجل نشر الفكر الشيوعي وقد اعتبر ماركس ان العنف والثورة هما الوسيلة الوحيدة التى يجب ان تاخذ بها طبقة البروليتاريا للقضاء على الطبقة الراسمالية وتحقيق السيادة بحيث يتخلص المجتمع من النظام الطبقي بعاداته وتقاليده ودياناته حتى يتحقق مجتمع شيوعي يشترك فيه الناس فى خصائص موحده , وقد اخذ لينين بهذا المبدأ لكنه زود عليه من معتقداته لخدمة السلطة وليس لخدمة البروليتاريا فقد رأى ان طبقة البروليتاريا لن تستطيع ان تلعب هذا الدور الا اذا جائتها القوة والمساندة من اعلى ولذا اعتبر ان اللجوء للعنف حق للسلطة وجعل من الحزب الشيوعي طليعة للطبقة العاملة وقال ” ان الحزب الشيوعي لا يمثل مصالح الطبقة العاملة فحسب بل ان وعية للصراع الطبقى اكبر من وعى هذه الطبقة نفسها وان الحزب الشيوعي سيواصل السيطرة على الجماهير حتى الوقت الذى تصبح فيه على استعداد لقبول المجتمع الخالى من الطبقات ” وظهرت ميول لينين للعنف بمجرد توليه الحكم فراح يبطش ويشنق ويقيم المجازر وقضى على كل اصحاب النفوذ فى البلاد لكن الطبقة العاملة الكادحة والتى من المفروض ان يستخدم العنف لصالحها لم تسلم كذلك من بطشه بحجة القضاء على المتآمرين والخارجين عن المبادئ الماركسية وذلك حفاظا للصال العام , واحاط لينين البلاد بسياج من حديد واقام اسوار بين الشعب وحقه فى الحرية والحياة الكريمة بل وعزله عن العالم الخارجى واصبح الموت هو جزاء كل معارض واصبحت أعمال النفي الى مجاهل سيبيريا.
الشيوعية وإنكار الدين:
لن أتحدث كثيرا عن هذا الموضوع لأنني كما ذكرت سابقا هذا البحث بهدف إثبات الفشل الاقتصادي الاجتماعي لمبادىء ماركس المنهارة, لكنني سأذكر القليل مما قاله الشيوعيون عن الاسلام في أحد مؤتمراتهم: ” لن تنتشر الشيوعية فى الشرق إلا إذا ابعدنا أهله عن تلك الحجارة التي يعبدونها في الحجاز وبذلك نكون قد قضينا على الاسلام”.
كما قال الدستور في عهد لينين بإباحة تحويل اى كنيسة او مسجد الى مصنع أو مخزن للغلال وصدرت تعاليم بمحاربة تعليم الدين بالمدارس
إلغاء الملكية الفردية:
تضمنت النظرية الشيوعية إلغاء الملكية الفردية و إحلالها بالملكية الجماعية التى تخضع لسيطرة الدولة , فقد رأى ماركس أنه ما دام هناك رئيس ومرؤوس ومالك واجير فسيكون هناك صراع طبقي لاستبداد الغنى والفقير ولذا عندما بدأ تطبيق الشيوعية , أمر لينين بمصادرة كل الممتلكات الفردية , وتأميم الشركات والمصانع وصارت جميع البيوت والمتاجروالمزارع مملوكة للدولة , وبذلك اصبح الشعب لا يملك أى شئ وصار اجيرا للدولة بهدف القضاء على الصراع الطبقي واصبحت جميع أجور العمال متساوية حسب مبدأ لينين فى الاجور والذى أراد به تحقيق التوازن فى توزيع الثروة وصار الناس يحصلون على اغلب السلع التى يحتاجون إليها من غذاء وكساء من خلال بطاقات تموينية وكل عائلة تزود على حسب الاحتياج المناسب لها , ويلاحظ من ذلك أن الغاء الملكية الفردية أدى بالتالى إلى الغاء نظام التوريث وبذلك حرم الآباء كذلك من نقل ملكيتهم الى الابناء , ولقد أثبت تحقيق هذا المبدأ بالتحديد فشل الشيوعية كنظام مجتمع , فعندما حرم الشعب من حق الملكية وجمع الثروات وتوريث ما يملكه للأبناء كان من الطبيعي أن يمضى العمال بلا هدف فلماذا يجهدون ويكافحون ويتحملون ما دام أن كل شئ فى النهاية سيذهب إلى الدولة!!!!!!
ومن ناحية اخرى أدت الفلسفة اللينينية فى توزيع الأجور والتى اعتمدت أساسا على تحقيق المساوة فى الأجر إلى حالة من الاستياء الكبير بين العاملين وذلك لأنها ببساطة لم تفرق بين الكادح والكسول فى العمل ولا بين الفروق الطبيعية بين الناس من حيث مستوى الذكاء والمهارة والقدرات الذهنية وفى ظل تطبيق هذا النظام شعر العاملون بالاحباط لأن العائد المادى لهم لم يجازهم بقدر الجهد فى العمل وزيادة الانتاج فصار العامل الكادح يتقاضى أجرا مشابها للعامل الكسول وصار المهندس المتعلم والذى تعب بدراسته يتقاضى اجرا مشابها للعامل الذى يرأسه ولذا نلاحظ ان هذه السياسه التى زعمت أنها جائت لتحقيق المساواة وتقضى على الصراع الطبقى قد أشعلت الحقد بين الطبقات العاملة وبدلا من أن تحقق المساواة بينهم حققت التفرقة بينهم وعندما بدأت حكومة لينين فى تطبيق الملكية الفردية كان من الطبيعى أن يلقى ذلك غضبا واسياء كبيرا من جانب الغالبية , ففضل الملاك حرق مزارعهم وقتل ماشيتهم بدلا من تسليمها للدولة ولذا لم يكن غريبا فى تلك الفترة ان نرى الحرائق تشتعل فى كل البلاد الروسية وجثث الحيوانات والماشية ملقاة فى الطرق والمزارع وخاصة بعدما الغى لينين طبقة صغار الملاك كذلك فى سنة 1917 .ومن ناحية اخرى كان من الطبيعى فى ظل هذا النظام أن يتدنى مستوى الأعمال ويقل الانتاج بدرجة كبيرة مما أدى إلى حالة شديدة من التدهور الاقتصادى وتعرض روسيا لمجاعات متكرره
نشر الشيوعية في العالم:
لم يكتف لينين بنشر الشيوعية في العالم, بل وضع أسسا لنشرها في العالم, وجميع الأسس والمبادىء التي وضعها تعتمد طبعا على المبادىء الخاسرة التي وضعها ماركس.
المبادىء التي يقول لينين أنها يجب أن تتوفر في جميع دول العالم هي:
1-نزع الملكية العقارية و تخصيص الريع العقاري لتغطية نفقات الدولة .
2- (فرض) ضريبة تصاعدية مرتفعة .
3- إلغاء قانون الوراثة .
4- مصادرة ملكية جميع المهاجرين و العُصاة .
5- مركزة التسليف في أيدي الدولة بواسطة مصرف وطني رأسماله للدولة و الإحتكار له وحده .
6- مركزة وسائل النقل في أيدي الدولة .
7- استصلاح الأراضي البور و تحسين الأراضي المزروعة, و فق تخطيط عام .
8- عمل إلزامي متكافئ للجميع, و تنظيم جيوش صناعية, لا سيما للزراعة .
9- التوفيق بين العمل الزراعي و الصناعي, و العمل تدريجيا على إزالة الفارق بين المدينة و الريف .
10- تربية عامة و مجانية لجميع الأطفال, و إلغاء عمل الأولاد بشكله الراهن, و التوفيق بين التربية و الإنتاج المادي.
نعم …
حتى السفاحون والقتلة والمختلون يموتون… لولا هذا لكانت الحياة لتحولت إلى جحيم…
انتهى العصر اللينيني فى سنة 1924 تاركا بلاده فى حالة شديدة من التدهور الاقتصادى والفقر والاستياء المكتوم فى صدور الشعب والذى لا يقدر على البوح به , واصبح الشعب قلقا لا يعرف مصيره المتوقع فى ظل استمرار الشيوعية التى فرضها عليه الحزب الشيوعي الحاكم بالعنف والبطش وباراقة الدماء ، وقد نجح ستالين الذى تتلمذ على يد لينين ان يقنع الشعب بدهائه وأفكاره الواعده كما فعل لينين من قبل بانه سوف ينهض بالبلاد ويغير من مسار الشيوعية الى اتجاه أفضل واستطاع ان يكسب ثقة الشعب فكان بذلك رئيسا جديدا للبلاد وللحزب الشيوعي.
نفذ ستالين خطة الاصلاح بالكرباج والنار فاجبر الملايين على العمل فى المزارع الجماعية التى صادرتها الدولة وذلك نظير لقمة العيش بما فيهم الاطفال والنساء وفى المصانع اجبر العاملون على بذل طاقات تفوق طاقاتهم الطبيعية وسلط عليهم المنظمون الشيوعيين وهم لا يتهاونون بطرد او سجن اى عامل متهاون فى نظرهم وذلك لاتفه الاسباب ففى بدأ خطة الاصلاح وبعد مضى شهور قليلة اعتقل 35 مهندس بتهمة الحاق التلف ببعض الآلات واحداث خسائر مادية بالمصانع وقدموا للمحاكمة فى كولمنس بموسكو وصدر ضدهم الحكم بالقتل رميا بالرصاص ولم تكن هذه الحادثه الوحيده من نوعها حيث تعرض آلاف العمال للسجن والقتل لاسباب التمرد ضد العمل او بحجة اعاقتهم لمسيرة التقدم , وعاش الشعب الروسى بصفة عامه فى عهد ستالين ذليلا مغلوبا على امره مجبرا على تنفيذ أوامر السلطة التى فرضها على ستالين بالقوة , كما خضعت المرأة سواء فى المصنع أو المزرعة لنفس ما خضع له الرجال من ظغوط فى العمل لارغام الشعب على زيادة الانتاج وذلك بصرف النظر على مقدرات المرأة الطبيعية على التحمل بالنسبة للرجال , ومن الطريف ان العاملات فى المصانع كن يجبرن على قضاء وقت اضافى للعمل مما اضطر المرضعات منهن لتفريغ صدورهن من الحليب خلال فترات العمل وبذلك اندمجت الامومة مع العمل لخدمة السلطة
العلاقة بين الشيوعية (ماركس ولينين) والصهيونية:
قامت الثورة البلشفية في روسيا عام 1917م لإسقاط القيصرية وإقامة دولة شيوعية . ومما يلاحظ أن اليهود كانت لهم سيطرة شبه مطلقة على هذه الثورة وقيادتها حتى وفاة لينين . ففي دراسة حديثة صدرت عام 1965م لكاتب يهودي أمريكي عاصر لينين ورافقه وهو ( لويز فيشر ) ورد أن لينين يهودي الأصل . وذهبت إلى نفس القول مجلة ( فرنسا القديمة ) عام 1918م ، وصحيفة ( الساعة الباريسية ) ذات الاتجاه الاشتراكي الراديكالي عام 1917م ، وقالت : إن اسم لينين اليهودي هو (زيدر بلوم) .
ومما يؤكد دور اليهود في هذه الثورة البلشفية أنه في شهر مايو عام 1907م انعقد في لندن مؤتمر الحزب الشيوعي الخامس والأخير قبل الثورة ، حضره (105) مندوبين عن البلشفيك بزعامة لينين ، و (97) من المنشفيك بزعامة مارتوف و (44) من الديموقراطيين الاشتراكيين تتزعمهم روزا لوكسمبورغ ، و(55) من الاتحاد اليهودي يتزعمهم رفائيل ابراموفيتش وليبرغولدمان ، و (35) من الديموقراطيين الاشتراكيين الليتوانيين يتزعمهم دانيشفسكي ، وكانت قيادات هذه المنظمات جميعاً لليهود : لينين ، مارتوف ، روزا لوكسمبورغ ، ابرا موفيتش ، ليبر غولدمان ، دانيشفسكي . وضم المؤتمر من أصل (336) مندوبٍ (220) مندوب يهودي و (116) من أصل غير يهودي . وأعقب هذا المؤتمر إصدار صحيفتين : صحيفة ( بروليتاريا ) ، وتمثل البلشفيك ويحررها لينين وبروفنسكي وزينوفييف وكامينييف وكلهم من اليهود ماعدا بروفنسكي . وصحيفة ( غولوس سوسيال ديموكرات ) أي الصوت الاشتراكي الديموقراطي ، ويحررها مارتوف وبليخانوف وإكسلرود ومارتينوف - بيكل - وكلهم يهود ماعدا بليخانوف . ثم أصدر تورتسكي اليهودي أيضاً في نفس العام 1908 صحيفة ( فيينا برافدا ).
وبعد موت هرتزل تولى زعامة الحركة الصهيونية حاييم وايزمن الذي التقى مع لينين في 8 مايو 1916 بحضور الكاتب الصهيوني جاك ليفي في بيت الصناعي اليهودي دانيال شورين في زيورخ بسويسرا لبحث المخطط الثوري الاشتراكي لتقويض القيصرية التي كانت تقف في وجه إقامة الكيان الصهيوني في فلسطين .
ومما قاله لينين لوايزمن : ( على نجاح الثورة في روسيا يتوقف تحرير اليهودمن كابوس ملوك أوربا وحكامها ورفعهم إلى أعلى المراتب في الدولة ، وفرض احترامهم وشخصيتهم ، وسوف تحقق الثورة ( في روسيا ) للشعب اليهودي المشتت ما عجزت عن تحقيقه لهم الثورة الفرنسية عام 1787 ) . واقتنع وايزمن بالفكرة وقال للينين : ( إن فتح أبواب الشرق واستقرار اليهود في فلسطين يتوقف في الدرجة الأولى على تدمير الامبراطورية العثمانية ، وبتدميرها تزول الحواجز والعقبات التي تعترض المسيرة إلى أرض الميعاد … عمرها أصبح محدوداً ، وانهيارها وشيكاً . لابد من إنشاء دولة يهودية في فلسطين بعد أن تحقق الثورة الروسية أهدافها ) .
في أعقاب نجاح الثورة واستيلاء الشيوعيين على السلطة قام لينين :
أولاً : بإصدار قرار بتحريم العداء لليهود ، أي أنه اعتبر العداء لليهود جريمة معاقباً عليها .
ثانياً : أصدر إعلاناً يعد فيه بتأييد إقامة وطن قومي لليهود في فلسطين . وكان ذلك في نفس المرحلة الزمنية التي أصدر فيها بلفور-وزير خارجية بريطانيا- وعده المشهور بإقامة وطن قومي لليهود في فلسطين . ولم يكن هذا التوافق فلتة أو مصادفة وإنما حدث وفق مخطط مدروس . وبذلك حققت اليهودية انتصارين في اتجاهين مختلفين وبقوتين متناقضتين . فقد كانت هذه المسألة - إقامة كيان صهيوني في فلسطين- نقطة الالتقاء الوحيدة عام 1917م بين الشيوعية والرأسمالية . وعلاوة على ذلك فإن لينين - قائد الثورة - بنى فكره وإيديولوجيته انطلاقاً من الفكر الماركسي ، وماركس كما هو معروف كان يهودياً ، ويجهل كثير ممن وقعوا في شباك الماركسية أن ماركس الذي اشتهر بالدفاع عن الحرية وحرية المستضعفين بصورة خاصة كان يؤيد الامبراطورية البريطانية -وهي إمبراطورية إمبريالية توسعية - بل وقد جعل مصالح الديموقراطية الثورية ومصالح إنجلترا مترابطة وفي كفة واحدة ، وعبر عن ذلك في إحدى المقالات التي كتبها في صحيفة ( نيويورك تربيون ) الأمريكية التي كان مراسلاً لها في أوربا قال : ( ففي هذه المسألة -أي المسألة الشرقية- نرى أن مصالح الديموقراطية الثورية مترابطة مع مصالح إنجلترا بشكل وثيق . فلا الديموقراطية ولا إنجلتراتستطيع أن تدع القيصر يجعل من القسطنطينية إحدى عواصمه ، وإذا سارت الأمور نحو الأسوأ فإننا سنرى الواحدة أو الأخرى تتصدى له بنفس الزخم والمقاومة ) [ نيويورك تربيون Tribune New York 7 إبريل 1853م ] .
كيف ذلك ونحن نعلم أن بريطانيا ذات اتجاه ليبرالي إمبريالي يتناقض قلباً وقالباً مع ما يسمى الديموقراطية الثورية أو الاشتراكية الثورية التي يزعم ماركس أنه يتبناها ! إن في ذلك تناقضاً واضحاً يكشف النقاب عنه أن ماركس رغم تظاهره بالإلحاد لإضلال وغواية البشر كان يهودياً في الصميم ؛ إذ كانت بريطانيا وقتئذ موئل اليهود وسندهم أكبر إلى جانب هولندا ، وذلك قبل أن ينتقل مركز الثقل اليهودي بصورة نهائية إلى الولايات المتحدة . بل كان ماركس صهيونياً ، وله كتاب اسمه : ( المسألة اليهودية ) ؛ فقد اتصل عام 1862م بفيلسوف الصهيونية الأول وواضع أساسها النظري ( موشي هيس ) صاحب كتاب ( الدولة اليهودية ) ، وعن هذا أيضاً تلقى ( تيودور هرتزل ) الذي لم يزد على أفكار ( موشي هيس ) سوى أن بسَّطها وأقام لها تنظيمها السياسي فيما يعرف بالحركة الصهيونية .
وقد بلغ من إعجاب ماركس وتأثره بـ ( موشي هيس ) أن قال عنه في كتابه ( المسألة اليهودية ) : ( لقد اتخذت هذا العبقري لي مثالاً وقدوة ، لما يتحلى به من دقة في التفكير واتفاق آرائه مع عقيدتي وما أومن به ) ، وكذلك فإنه مما يلفت النظر إلى أن ماركس قد عبر بالشيوعية عن يهوديته ما كتبه فيما بعد ( الحاخام لويز بورنس ) ، وهو أحد أقطاب الصهيونية الحديثة قال : ( إن كارل ماركس حفيد الحاخام مردخاي ماركس كان في روحه واجتهاده وعمله ونشاطه وكل ما قام به وأعدَّ له أشد إخلاصاً لإسرائيل من الكثير ممن يتشدقون اليوم بدورهم في مولد الدولة اليهودية ) .
ومما يثبت أيضاً أن لليهود دوراً هاماً في ترويج الفكر الشيوعي ما ورد في البروتوكولات الصهيونية ؛ فقد جاء في البروتوكول الثاني : ( لا تتصوروا أن تصريحاتنا كلمات جوفاء . ولاحظوا أن نجاح داروين وماركس ونيتشه قد رتبناه من قبل ، والأثر غير الأخلاقي لاتجاهات هذه العلوم في الشعب الأممي (غير اليهودي) سيكون واضحاً لنا على التأكيد ) .
هذا بالإضافة إلى شواهد أخرى لا يتسع المجال لذكرها كلها ؛ فقد نشرت مجلة ( فريكان هيبرو ) في عددها الصادر يوم 10/ 3 / 1920م وهي من كبرى المجلات اليهودية : ( إن الثورة الشيوعية في روسيا كانت من تصميم اليهود .. وإن ما تحقق في روسيا كان بفضل العقلية اليهودية التي خلقت الشيوعية في العالم ) . وبتاريخ الخامس عشر من شباط عام 1968 ألقى ألكسي كوسيغين خطاباً في مدينة (مدينسك) السوفيتية جاء فيه : ( نحن لسنا أنصار حرب جديدة في الشرق الأوسط ،بل على العكس نريد سلاماً مستقراً في المنطقة ، وهناك بعض الدول العربية تؤيد هذا الموقف . إننا نرفض تصفية إسرائيل ، بل نؤيد استمرار إسرائيل كدولة ).
المقال منقول من مدونة: أنس ... لكن اونلاين
والآن مع الفلم الوثائقي المستمد من مؤلفات العالم الكبير هارون يحيى
الجزء الأول
الجزء الثاني
الجزء الثالث